الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاۤءً حَسَناً إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

قوله تعالى { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ } افهم ان فى هذه الاية للعارفين موضع الاتحاد ولهم فى الاتحاد مقامات اتحاد بالافعال واتحاد بالصفات واتحاد بالذات وهٰهنا اشارة اتحاد الافعال واتحاد الصفات فاضافة فعل القوم الى نفسه بالقتل اتحاد الفعل وذلك مقام جمع وتفرقة ولهم تفرقة فى الجمع اذا ذكر { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ } نفى فعل بعد اثباته لهم فاذا باشروا بالقتل كانوا فى محل تفرقة واذا اضاف القتل الى نفسه كانوا فى محل جمع فالتفرقة عالم الصورة ورسم الخليقة اذا كانوا فى الخليقة معارفين من مصدر خاصية فعله تعالى ومن حيث انهم قائمون فى جميع الذرات بفعله الخاص المتعلق بالقدرة كان عليهم عين الفعل خاصة انه تعالى من فعله الخاص لهم بنعت القهر للمقتولين فهم مع فعله عين اخذ فاذا كان كذلك والاضافة الى نفسه اضافة حقيقية اذ لا يبقى فى البين غير فعله من جميع الوجوه وهكذا احكام الخلق من العرش الى الثرى فى جميع الاوقات من جهة الفعلية والخلقية لكن اذا لم يكن وقت المباشرة تجلى الفعل الى الفعل لم لكن هناك خاصية اتحاد الافعال كانوا كسيف على يد ضارب بل السيف واليد واحد بالمراتب والترقى واذا كان المصدر مصدراً واحداً لم يكن في البين من العرش الى الثرى غير الله وللنبى صلى الله عليه وسلم ههنا خاصية اتحاد الصفة حيث اتصف بصفته حين نعته بنعت كشف تجلى صفته تعالى فى قلبه وروحه وعقله وسره وظاهره وباطنه وصورته فيصير به جميع وجوده مستقراً فى نور الصفة فعله اضاف الى صفته لا الى فعله لان القوم كانوا فى رؤية انوار اياته وكان عليه السلام فى رؤية انوار صفاته وخاصية اتحاد الذات بعد مروره بالآيات وسباحته فى بحر الصفات وقع بعد مباشرة المقامين واتصافه بالصفتين صفة الفعل وصفة الخاص ادراكه جلال الذات وفناؤه فيه وبقاؤه به معه واستغراقه فى آزاله وآباده وخروجه عن بحر الاولية والاخرية بنعت الصفة وسنا الذات حتى صار مرآة للذات والصفات والفعل فابرزه الله للعالمين لتعريف نفسه به اياهم كاخراجه خليفته ادم عليه السّلام بعرفان الملائكة وكان متصفا بالصفة متحدا بها والنّبى عليه السّلام كان متحدا بنور الذات بعد اتحاده بنور الذات والصفات بعد اتحاده بنور الصفات وكان فوق آدم باتحاد انوار الذات فلما كمل في اتحاده عرف الله مكانه في اتحاده بخلقه بقولهمَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ } لم يبق فى تجلى فعله وصفته وذاته من وصف الحدوثية شيء لذلك قال عليه السّلام " من رانى فقد راى الحق ومن عرفنى فقد عرف الحق "

السابقالتالي
2