الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }

قوله تعالى { إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً } حقيقة اشارته انه تعالى عرف لهم الطريق فمن بقى فى الطريق ولم يصل اليه فمنعه لم يبلغ ومن وصل اليه فيجذبه بلغ اليه فمن بلغ يكون بمعرفته شاكرا له ومن لم يبلغ اليه فيجد لانه يكون كافرا به اذ لم يذق طعم الوصال ولم ير نور مشاهدة الجمال مهد الطريق ونصب الاعلام واوضح المنار والأدلة ودعاهم به الى نفسه فمن واصل يسكن بما وجد به وهو شاكر ومن واصل لم يسكن بما وجد ويكون معربداً بطلب مزيد الدنو وفى كل ما وجد لم يكن راضيا حتى وصل الى غيبوبة الغيب ويشرب من انهار صرف الصفات والذات فيخرج متحدا يدعى الربوبية ويكون كافر الحقيقة قال سهل بينا له طريق الخير من طريق الشر اما ان يكون شاكرا طائعا فمستقره الجنة واما ان يكون كفورا جاحدا فماواه النار.