الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ } * { وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ } * { وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } * { يَقُولُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ } * { كَلاَّ لاَ وَزَرَ } * { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ }

قوله تعالى { فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ * وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ * وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } هذا على الظاهر جواب المنكر البعث ولاهل الحقائق هناك وصال لا انفصال فيه وذلك حين قدس ذات القديم فبرقت ابصار العارفين فى سطوات عظمته وخسفت اقمار قلوبهم فى معاينة عزته فهناك محل الفناء فى الحق حين بان شموس الذات واقمار الصفات وجمعت انوارها فى قلوب العارفين وهم يذوبون تحت اثقال صدماتها فيفرون منه لضعفهم عن حمل واردات القدسية وبديهات كشوفات الالوهيّة ويطلبون مقر الانس من رؤية القدس فاكد الله أمر بقائهم فيه بنعت الفناء حيث قال { كَلاَّ لاَ وَزَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ } اى مستقركم بين انوار جلالى وجمالى لا يطلع عليكم غيرى وهم فيها ابدا الابدين.