الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَماَّ تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّآ أَثْقَلَتْ دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ }

وقوله تعالى { وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا } لم يجد آدم فى الجنة الا سنا تجلى الحق فكاد ان يضمحل بنور التجلى التراكمة عليه فعلم الله سبحانه انه لايحتمل اثقال التجلى وعرف انه تذوب فى حسنه وكل ما في الجنة مستغرقا فى ذلك النور فيزيد عليه ضوء الجبروت والملكوت تخلق منه حواء ليسكن اليها ويستوحش بها سويعات عن سطوات التجلى لذلك قال عليه السلام لعائشة رضى الله عنها " كلمينى يا حميراء " وفى ادنى العبارة هى كانت امتحانه لشغل بها عن الحق ليقع فى فج البلاء بها قال بعضهم خلقها ليسكن آدم اليها فلما سكن اليها غفل عن مخاطبات الحقيقة بسكونه اليها فوقع فيما وقع من تناول الشجرة وقال الواسطي اكبر محنة آدم خلق حواء من بدنه قطعه بها عن نفسه بقوله ليسكن اليها والسكون الى غير الله محنة.