الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ وَٱلسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

قوله تعالى { وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ } فرق الاولياء والاعداء فى الارض ليعيش كل طائفة بما خلق لها من الطاعة والمعصية منهم الصالحون خلفاء الانبياء ومنهم دون ذلك يعنى المستبدين بآرائهم غير مقتدرين بالاولياء والصديقين { وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ وَٱلسَّيِّئَاتِ } جعلناهم جميعا فى درك الامتحان لان المولى مقهور القهر ومعطوف اللطف فقهره يورث المعصية والحجاب ولطفه يورث الطاعة والكشف ففى العقوبة مطالبون بالصبر وفى النعمة مطالبون بالشكر فالصبر منهم محال الا بمعرفة الله والشكر منهم محال لا بكشف جمال الله لهم { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } من البلاء لاى ميلهم قيل اختبرناهم بالنعم طلبا للشكر واختبرناهم بالمحن طلبا للصبر فابوا الجميع فلا هم عند النعم شاكرون ولا هم عن المحن صابرون.