الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ ٱلأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ٱلْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }

{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ٱلْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ } معنى الاية فى وارد الحكم ان الكلمة صفته الازلية وهى ذكر الله اياهم فى سابق العلم بالتوفيق فى عبوديته الخالصة وقبولهم امتحانه وبلاه بنعت الصبر والرضا وذلك عطاء محض حيث تمت تلك النعمة منه تعالى فى الازل لهم قبل وقوع الفعل والجزاء والصبر والرضا فان من تمام النعمة ان سبقت كلمة الله بنعت اتمام الدرجات لهم قبل وجودهم فالكلمة تمت باعطائهم المعرفة والتوفيق فى الطاعة ليس عناية الله الازلية متعلقة بصبرهم واحتمالهم الجفاة فانهما ميراث كلمة الحسنى التى سبقت بالعناية لهم ولولا ذلك ما صبرو الا ترى الى قوله تعالى وما صبرك الى بالله اى بالله تصبروا وقوله تمت اى تمت العناية بلا علة الاكتساب وصفاته الازلية لا تحتاج الى علة الحدث فان اصطفائية الله منزهة عن خلل الحدثان وافعالها قال الجنيد طالبوا تمام الكلمات بوجود النعمة والمواظبة على الصبر فاستشعروا التثبت بجبائل الوفاء عند من ابلاهم ليتم عليهم كلمة الحسنى بجميل الثناء على الصبر الذى ضمن لهم اتمامها بالوفاء قال ابو سعيد الخراز طالبوا تمام النعمة بالمواظبة على الصبر واستشعروا وعده الذى ضمن لهم انما عند القيام بما الزمهم من شرائط الصبر لانه تعالى قال تمت كلمة ربك الحسنى بصبرهم فى بلاءه واعطائهم مواريث الارض من الملكين ملك الدنيا وملك العقبى.