الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱلأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } * { قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ }

قوله تعالى { قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوۤاْ } انظر الى ادب موسى كيف علم قومه معاملة طريق الله امرهم بالالتجاء اليه والاستعاذة به والاستغاثة به فى تحمل مشقة الصبر ووجدان حسن الرضا فى البلاء واخبرهم ان من كان بالله صبر يكون مظفرا على جميع المراد ويكون خليقة الله فى ارضه قال ابو عثمان من استعان بالله فى اموره وصبر على ما يلحقه فى مسالك الاستعانة اتاه الفرج من الله قال الله استعينوا بالله واصبروا قال سهل امروا ان يستغيثوا بالله على امر الله وان يصبروا على ادب الله امرهم بالاستعانة والصبر شكوا عن عقوبة الاعداء لهم بقوله { قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } فأجابهم بقوله { قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } اى لو يصبرون على مخالفة نفوسكم ودفع شهواتكم وترك حظوظكم الدنيا وبه يذهب الله عن ساح قلوبكم التى هى مواضع المشاهدة غبار الهواجس النفاسنية وجعلكم خلفاء الله فى ارضه وبلاده قال بعضهم اعدى عدوك نفسك عسى الله ان يمكنك من قيامها ويفنى عنها اهواءها ومراداتها الباطلة ويجعلك خليفة على جوارحك وقلبك اميرا عليك فتقهر النفس بما فيها وتستولى عليها وعلى مخالفتها فينظر كيف يعملون كيف معرفتك بشكر ما انعم عليك.