الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ }

قوله تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } حذر الله المريدين ان يظهروا بالدعوى مقامات لم يبلغوا اليها لئلا يقعوا فى مقت الله وينقطعوا عن طريق الحق بالدعوى الباطل وايضا زجر الاكابر فى ترك بعض الحقوق ومن لم يوت الحقوق لم يصل الى الحق والحقيقة قال ابو العباس بن عطا من شهد من نفسه نفسا فى الطاعات كان الى العصيان اقرب لان النسيان من العمى عن بر المنان واما زجره لاهل الحق والمشاهدة من طريق الاشارات بقوله يا ايها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون هذا زجر وتهديد لاهل التحقيق والمشاهدة اذ ليس العبد فعل ولا تدبير لانه اسير فى قبضة العزة يجرى عليه احكام القدرة وتصاريف المشية فمن قال فعلت او اثبت او شهدت فقد نسى مولاه واعرض عن بره وادعى ما ليس له.