الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَٰتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ }

قوله تعالى { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ } ذكرت فى موضع آخر تفسير قوله تعالىخَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } أنشأ الكل من جواهر الفطرة وجوهر الفطرة منشأه نور فعل الخاص ومنشأ نور فعل الخاص ظهور الصفة وظهور الصفة وظهور الذات تجلى القدم فاخرج الكل من العدم تخصيص لطائف الخطاب بالاشارة الى نفس واحدة اى بظهور نفس وحدانية ازلية ابدية منزهة عن الاجتماع والافتراق فبعض القلوب مستقرها الملكوت ومستودعها عالم الجبروت وبعض العقول مستقرها ومستودعها عالم الجبروت وبعض العقول مستقرها الآيات ومستودعها الصفات وبعض الارواح مستقرها الصفات ومستودعها الذات بنعت البقاء فى الصفات والفناء فى الذات لان القدم منزه ان يحل فيه الحدث وايضا مستقر القلوب المقامات ومستودعها الحالات ومستقر العقول العبادات ومستودعها الكرامات ومستقر الارواح انوار المعرفة من تجلى الصفات ومستودعها أنوار التوحيد ومن تجلى الذات قال ابن عطاء خلق اهل المعرفة على جهة ومنزلة واحدة فمستقر ومستودع فمستقر فى حال معرفة مكشوف عنه ومكشوف فى حال معرفته مستقر عليه وقال بعضهم مستقر لطاعته وعبادته مع الايمان به ومستودع لذلك زائل عنه بعد موته وقال الواسطى مستقر انوار الذات على الأبد ومستودع لا يعود اليه اذا فارقه قال محمد بن عيسى الهاشمى لم يزل عالماً بخلقه شائباً كما اراد اودع اللوح ما استقر فى كلامه ثم اودع اللوح الى المقادير ما استقر فيه ثم كذلك حالا بعد حال حتى بلغه الى درجة السعادة والشقاوة وذلك قوله { فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ }.