الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ ٱللَّهُ وَلَوْ تَرَىۤ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ بَاسِطُوۤاْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوۤاْ أَنْفُسَكُمُ ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ }

قوله تعالى { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ } ان الله سبحانه بين فى كتابه شان الغالطين والمفترين والناحلين الكذب والزور المترسمين بالتكلف رسوم العارفين وألزمهم سمة الظلم وذكر انهم ظالمون بدعواهم الكذب واشارتهم الى مقام الامناء من المحدثين المكلمين بغير وصولهم الى ذرة منه تعزيزاً للعوام وطلبا لجاههم وهم خائنون فى ذلك ولا يرجع مكرهم الا الى منقصتهم فى الدنيا والآخرة واسقاط جاههم عند الله وعباده وسقوطهم عن قلوب رجال الله قال تعالىوَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ } لانهم متشبعون ولم يعطوا افتضحهم الله بكشف غطائهم عند الخلق واظهار كذبهم عند عجزهم عن الاخبار من مقامات القوم بالحقيقة حين يمتحنهم اهل المعرفة بالله قال عليه السلام " المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبى زور " اشد بغضهم فى ذلك اذ اشتبك الدموع على خدود تبين من بكى ممن تباكا وقال أخر
اما الخيام فانها كخيامهم   وأرى نساء الحي غير نسائها
فمن ذكر الله سبحانه وراى لذكره موقعا فهو مفتر ولا يعلم لانه تعالى وصف نفسه قبل وصف الخلق نفسه وكل وصف بعد وصفه صفة الحدوثية وكيف يصفه احد وهو لا يعرفه كما هو يعرف نفسه تعالى الله عن اذكار الغافلين قال بعضهم ان ما لا يليق بجلالة قدره وحقيقة شأنه قربه وان كان مأذوناً فيه لان ذلك على اقدار خلقه وطاقتهم لذلك وقال سهل بن عبد الله من ذكر فقد افترى قال الله { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } لاذكار الغفلة.