قوله تعالى { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَّا يَلْبِسُونَ } طلبوا رؤية الملائكة عيانا وليسوا هم أهل ذلك ولو كانوا أهل الحقيقة لرأوا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله ما لم يكن في وجوه أهل الملكوت من سنا اشراق صفات نور الأزل لأنه كان مشكاة نور الذات والصفات لقوله سبحانه{ ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ } ولكن كيف يرون ذلك وهم عيان في ظلمات ظلال القهريات قال تعالى{ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } والاشارة في قوله تعالى { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً } ان المريدين لم يروا أهل الملكوت إلا بالمثال الحسية لأنهم في ضعف عن رؤية ماهيتها ولو يرون الملك لم يروا إلا في صورة الادمي الذى موقع الالتباس { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ } معناه اريناهم رؤية أهل الغيب في لباس الانسانى بغير وقوفهم على صفات الروحانى لأنهم أهل التلبيس فى المعاملات حيث وقعوا في ورطة الفترة ويدعون مقام أهل الاستقامة وأصل البيان في ذلك اى خلطنا عليهم ما يخلطون حتى لا يعلموا سبيل خداعهم كما يريدون ويرجع كيدهم على اعناقهم ويسيرون في ظلمات التردد ولا يعلمون نكاية كيدهم عند الاولياء والصديقين وفي اشارة أهل الحقيقة ان مقام الخداع والمكر في العشق والمحبة يكون من شركهم في العشق حيث يطلبون المراد بنعت الاستراحة وهو سبحانه يجازيهم بظهور صفاته في نعوت أفعاله لهم وهذا معنى قوله تعالى { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَّا يَلْبِسُونَ } قال الواسطى يلتبس على أهل ولايته بحضرته كما أنزل فى بعض الكتب يعنى ما يتحمل المتحملون مراحلي وطلب مرضاتى اترانى انسى لهم ذلك كيف وانا الجواد الكريم اقبل على من قولي عني فكيف بمن اقبل على قوله تعالى { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ } هذا تسلية للنبى صلى الله عليه وسلم أخبر عن الجهلة لما لم يعرفوا أهل مشاهدته وخواص حضرته ولم يروا اثار جلاله فيهم استهزؤا بهم بإعراضهم عنهم وانكارهم عليهم قال القاسم لما لم يعرفوا حقوق الرسل ولم يكرهوهم ولم ينظروا اليهم بعين الحق فعموا عن الانوار والمشاهدات والرفع من المعاملات.