الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ أَنَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا ٱللَّهُ كَٱلَّذِي ٱسْتَهْوَتْهُ ٱلشَّيَاطِينُ فِي ٱلأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى ٱلْهُدَى ٱئْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَأَنْ أَقِيمُواْ ٱلصَّلاةَ وَٱتَّقُوهُ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }

قوله تعالى { قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ } اى ان هدى الله الذى بسط شرائعه وحقائقه وطرائقه للانبياء والاولياء والصديقين والمقربين وذلك طريق عرفانه والوصول الى جنان مشاهدته وذلك الطريق لاهل معرفته بدل الاولياء على الرضا بقضائه والصبر فى بلائه والتسليم لمراده بحيث ان لا يكون منهم معارضة وهذا معنى قوله { وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } قال القاسم الطريق الى الله هو الاصح والقاصد عرصته هو المعان قال الله { إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ } قال ابو عثمان امر العبد بالتعليم والتسليم ترك التدبير والرضا بمجازي القضاء ولما بين طرائق الهدى ووصفهم بالاذعان له فى مراده منه امرهم بالصلاة وخوفهم فيها من نفسه وذلك قوله تعالى { وَأَنْ أَقِيمُواْ ٱلصَّلاةَ وَٱتَّقُوهُ } اقامة الصلاة ظهور الربوبية فى العبودية وترائى هلال المشاهدة فى الخدمة لقوله عليه السلام " تعبد الله كانك تراه " والتقوى هٰهنا معناه اتقونى فى الصلاة فانهم مقام الهيبة والاجلال والمناجاة من ان يخطر على قلوبكم شئ دونى فاحتجب عنكم بامتناعى عن مطالعتكم بعيون مسدودة بعوارض الخطرات قال ابن عطا اقامة الصلاة حفظ حدودها مع الله وحفظ الاسرار فيها مع الله ان لا يختلج فى سره شيء سواه.