الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـٰكِن ذِكْرَىٰ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }

قوله تعالى { وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ } وصف رعايته تعالى اهل حضرته الذين خرجوا بنعت التجريد من انفسهم ومن الاكوان جميعا ان لا يطرأ عليهم من طوارق القهر التى استأصلت اعداء الله بممارسة قهرها اى لا يرجع شر الاعداء الى الاولياء فى الدنيا والآخرة لانهم يصونون بكلاية الله وحفظه اياهم ووصفهم بتمام الآية بقوله تعالى { وَلَـٰكِن ذِكْرَىٰ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } اى اذا كنتم مصونين بحفظى عن شر الاشرار ذكرهم اوصاف عظمتى وجلالى كى يتقوا من عذابى ويرجعوا الى بابى نادمين من زلاتهم لان الوعظ والتذكير من شان اهل التمكين والاستقامة فى المعرفة والطريقة فانهم ثواب الاولياء والرسل قيل ما على التاركين الاعتماد على الوسائط والاخذ من الحق حظوظهم حساب قال سهل اخذ الله تعالى على اوليائه بالتذكير لعباده كما اخذ التبليغ على انبيائه فعلى اوليائه ان تذكروا به وان يدلوا عليه اذا كان الله عز وجل ذلك عليهم ومتى قعدوا عن ذلك كانوا مقصرين.