الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ } * { قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ }

قوله تعالى { قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ } الاشارة فيه الى من غم عليه غيم القبض وتراكم عليه كرب الفراق ليخلصه الله منها بكشف جماله له وقربه إلى وصاله فيخطر على سره واراد الامتحان فيميل من حظ رؤية الصفة الى حظ رؤية الفعل عند رؤية مستحسنات الكون اى كاشفت كرب البعد عن قلوبكم بكشف قرب مشاهدتي لها فنظرتم الى المستحسنات التى رؤيتها ممزوجة بلذة شهوات نفوسكم فتشكرون اذا سكن قلوبكم الى غيرى وان كان محل لطفى لكن هناك منازلة مكر القدم قال بعضهم يقول الله انا كاشف الكروب ومن قصدنى عند كرباته وحاجاته كشفت عنه كروبه ومن قصد غيرى أسقطت عنه وجاهته لما ذكر امتنانه بكشف الكربة عنهم وعاتبهم لشركهم وسكونهم الى غيره خوفهم بقدرته الازلية وإرجاعهم الى ظلمات الكربة وعذاب الفرقة بقوله تعالى { قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ } أي بأن يحجبكم من النظر الى ملكوتى واقطع موارد تجلى مشاهدتى عن قلوبكم { أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } اى لا اسهل عليكم القيام على باب ربوبيتى بنعت الخدمة وطلب الوصلة { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً } انكار على اوليائى واهل خالصتى { وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } مخالفة المريدين للمشايخ ومفارقة المشايخ من المريدين قال القاسم فى قوله { عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ } اللهو والنظر الى المحرمات والنطق بالفحش { أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } المشى الى الملاهى وابواب السلاطين وهتك استار المحرمات { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً } ويرفع ما بينكم من الألفة { وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } بكفر اهل الهواء بعضهم بعضا.