الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَنذِرْ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }

قوله تعالى { وَأَنذِرْ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ } ادق طريق معارفه حيث اسبل نقاب العظمة على وجه جلال القدم وضرب سرادق العزة على ساحات الكبرياء حتى لا تصل الحدث الى ادراك كنه قدمه وبقاء ديموميته وبين ذلك فى كلامه القديم اى خوف بما وصفت نفسى بامتناعى عن مطالعة الخليقة وإدراكها سر حقيقة وجودى فى كتابى وخطابى الذين يخافون من قطيعتي ويعلمون تنزيه جلالى عن ان يصل احد الى بطاعته تحين أحشر إلي بعلل الانسانية وسمات النفوسية ان الامر هناك اجل من ان تخطر بخواطرهم وادق من ان يفهم احد فان مكرى قديم وصفتى تنزيه لو أحرق جميع المخلصين بنيران البعد بعد ان يكونوا من اهل القرب فلا ابالى فإن كيدي متين ولو ياتونى بملاء السموات والارضين اخلاصا واريد ان ارفق عليهم باخلاص الاخلاص لا يخلصهم اخلاصهم من دقائق حسابى وما اطلع عليهم من خطرات ضمائرهم المسيرة الى غيرى ولو امنعهم منى من يتولى امرهم بارجاعهم إليّ غيرى وهذا معنى قوله تعالى { لَيْسَ لَهُمْ مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } لعلهم يتقدسون من نفوسهم بقدس تذكرتى وذكرى لهم ويخافون منى بقلة خوفهم عنى قال ابو عثمان اهل المعاملات وارباب الصدق فى ذلك خائفين مما يبدأ لهم من الايمان والتوكل واليقين وانواع العبادات وعرض ذلك على ربهم يشغلهم خوف ذلك من رؤية افعالهم اوالتلذذ او الاعتماد عليها قال الله تعالى { وَأَنذِرْ بِهِ ٱلَّذِينَ } الآية وقال ابو سعيد الخراز فى الآية { أَن يُحْشَرُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ } ان يجعلوا الى وسيلة او شفيعاً الى نفسى سوائى قال الشيخ ابو عبد الرحمن السلمى سمعت الاستاذ ابا سهل محمد بن سليمان يقول لسنا مخاطبين بحقائق القرأن انما المخاطب بحقيقته هم الذين وصفهم الله فقال { وَأَنذِرْ بِهِ ٱلَّذِينَ } الآية وقالإِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } وقال الواسطى فى قوله { لَيْسَ لَهُمْ مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ } من استقطعه المملكة عن الملك لا يصلح لخدمة الملك وقال لا تلاحظ احداً وانت تجد الى ملاحظة الحق وقال فى قوله { لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } اى ان يجعلوا الى وسيلة غيرى وقيل فى هذه الآية انما تعطى الاطماع بمقاربة صرف الكريم دون السعاية بضياء الهداية ويقال الخوف هٰهنا العلم وانما يخاف من علم فاما القلوب التى غطاها الجهل فلا يباشرها طوارق الخوف.