الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلاۤ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ }

قوله تعالى { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ } اى هل يستوى الاعمى عن النظر الى غير الذى لم يبق له عين من نفسه الا من عيونى والبصير بنور ملكى وملكوتى افلا تتفكرون بين الفانى والباقى على وفيه شرف المصطفى صلوات الله عليه وآله حين تجرد فى العبودية وتفريد التوحيد بنفى الانانية عن نفسه وإسقاط الحدث عن ساحة القدم حين امر { قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ } ونزه نبوته عن التكلف فى اقتباس علم الغيب بالجد والسعى بقوله تعالى { وَلاۤ أَعْلَمُ ٱلْغَيْب } وتواضع حين اقام نفسه مقام الانسانية بعد ان كان اشرف خلق الله منا لعرش الى الثرى واظهر من الكروبيين والروحانيين على باب الله سبحانه خضوعا لجبروته وخشوعا فى ابواب ملكوته قوله تعالى { وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ } وليس لى اختيار فى نبوتى { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ } هل يكون من هذا وصفه بعد كونه بصيراً بنور الله ورآه به كالذى اعمى عن رؤية إحاطته بكل ذرة من العرش الى الثرى فلا تتفكرون ان من ولد من العدم بصيراً بنور القدم ليس كمن ولد من العدم اعمى عن رؤية عظمته وجلاله قال بعضهم الاعمى من عمى عن طريق رشده والقائم مع عبادته والبصير الناظر الى منن الحق عليه وحسن توليته له افلا تتفكرون فى اختلاف السبيلين وتباين المذهبين قال الاستاذ هل يتشاكل الضوء والظلام وهل يتماثل الجحد والتوحيد كلا ان يكون كذلك.