قوله تعالى { فَأَخَذْنَاهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ } هذا وصف قوم لم يذوقوا طعم وصل المشاهدة حيث ارجعهم الحق اليه بسوط قهره ولو كانوا على محل المعرفة والمحبة والشوق الى المشاهدة لمن ينصرفوا عنه طرفة عين وايضا اذا اراد سبحانه كلاءة قوم من محبته اياهم الزم عليهم حراس بلياته وضرب عليهم سرادق حفظه لئلا يشتغلوا بغيره لحظة وايضا اى لما اشتغلوا بحظوظ ما وجدوا من قربنا اوقعناهم فى اودية الفترة حتى لم يحدو لذائذ المواجيد وحقائق الواردات ومسسناهم بباساء الفراق وضراء الاشواق لكى يصلوا الى من نفوسهم وحظوظهم ويرونى بنعت تجريد التوحيد وافراد القدم عن الحدوث قال ابن عطاء اخذنا عليهم الطرق كلها ليرجعوا الينا.