الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ ٱلسَّاعَةُ أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } * { بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَآءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ }

قوله تعالى { أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ } غير الله الجاهلين ربوبيته عند امتحانهم ببلائه يرجعون الى غيره من الخلق لطلب المعاونة بدفع البلاء عنهم اى ان كنتم صادقين فى دعوى معرفتى لم تتكلمون الى غيرى عند نزول البلاء فانكم تدعوننى حين تدعون غيرى فان الدعاء لم يقع على غيري إذ فني الحوادث فى سطوات عظمتى لكن لا يعلمون انكم تدعوننى حين يدعون غيري من جهلكم بفناء الحدث في القدم وأيضاً وبخهم بانصرافهم عن بابه تعالى فى دعة العيش من قلة وجدانهم حلاوة قربه ووصاله الى طلب زيادة حظوظ انفسهم والسكون الى غير الله ثم يرجعون إلى بابه حين امتحنهم بالبلايا ويدعونه لكشف الضر عنهم لا لطلب مشاهدته وقربه يدعونه وهذا عادة للمفلسين المعرضين عنه الى غيره قيل على غيره تتكلمون والى سواه ترجعون وهو الذى وفقكم لمعرفته واقامكم مقام الصادقين من عباده قال الجريرى ويرجع العارفين الى الحق فى اوائل البدايات ومرجع العوام اليه بعد اليأس من الخلق قال الله تعالى { أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ } بل الصادق من اليه يرجع واياه يدعو قال الجنيد من دعا الحق فبإياه لإياه يدعو من غير حظ فيه ولا حضور من نفسه قال تعالى { بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ } قال بعضهم بل إليه المرجع لمن غفل عنه خطابه.