الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَٱلْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ }

قوله تعالى { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ } السماع سماعان سماع فهم وسماع عشق ومحبة من سمع سماع فهم لم يكن من أهل النطق في جريان حكم المعارف لأنه في مقام البداية ولم يكن له تصرف إلا تصرف ظاهر العلم ومن سمع سماع العشق بسمع المعرفة على حد الكمال يكون له لسان بيان المعرفة والتصرف في الاشارات والعبارات ألا ترى الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وموسى عليه السلام لما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كاملا مستقيما قال " بعثت بجوامع الكلم وانا افصح العرب والعجم " ولما كان موسى عليه السلام في محل الارادة اخبر الله سبحانه عنه بقوله بعد سؤاله بشرح الصدر الموجب فصاحة اللسان في المعرفة قالوَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي } وبين أن على قدر السماع يكون الجواب ونفى السماع عن غير الاحباء بالمعرفة والمشاهدة قال النورى من فتح سمعه بالسماع اجرى لسانه بالجواب قال الله تعالى { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ } وقال ابن عطاء اخبر الله ان اهل السماع هم الاحباء وهم أهل الخطاب والجواب وأخبر أن الآخرين هم الأموات بقوله { وَٱلْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ }.