الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ }

قوله تعالى { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ } أظهر لطفه وكرمه العميم على خلقه في هذه الآية حين وقف القوم على حضرة جلاله لسماع خطابه ليسهل عليهم دخول النار ولولا ذلك لكان عذابهم اضعاف العذاب والآية تعجب اى ولو ترى إذ وقفوا في حضرة الجبروت وخوطبوا بخطاب الهيبة كيف ينتعمون بخطابه واشراق أنوار سلطان كبريائه وان كانوا في منازل الهيبة والله هيبته مستلذة كما أن لطفه مسألة وجمع العذاب عند خطابه يكون نعمة وانشدوا
يكون اجاجا دونكم فاذا انتهى   اليكم تلقى طيبكم فيطيب
وما ذاك الا حين خيرت   انه يمر بواد انت منه قريب
قال ابن عطاء وقفوا وقوف قهر ولو وقفوا وقوف اشتياق لرأوا من أنوار كراماته ما تعجبوا منها.