الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىۤ أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ }

قوله تعالى { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّنْ طِينٍ } السموات جسد وقلب ذلك الجسد الأرض وان الله سبحانه خص قلب السموات باشراق جلاله فيه بقولهوَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا } ومن تلك الخاصية خلق صورة آدم من قلب العالم فكان قلبيا لا جسديا لأنه تعالى اودع الأرض ودائع حكمته ولطائف فطرته من الأرواح القدسية والاشباح الملكوتية وجعل لفظ الطين نكرة غير معينة أي من طين الجنة خلق أجسام المؤمنين ومن طين الحضرة اى القربة اجساد الموقنين من طين المحبة اشباح المحبين والمشتاقين كما اخبر سبحانه لداود عليه السلام " خلقت قلوب المشتاقين من نوري ورقمتها ونعمتها بجمالي وخلقت طينة أحبائي من طينة ابراهيم خليلي وموسى كليمي وعيسى روحى ويحيى صفيي ومحمد حبيبي " وقال الحسين ردهم الى قيمتهم فى اصل الخلقة ثم اوقع عليهم نوراً اليه وخاصية الخلقة فتميزوا بذلك عن جملة الحيوانات بالمعرفة والعلم واليقين.