الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ ٱلأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }

قوله تعالى { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ ٱلأَرْضِ } اى جعلتكم خزائن جودى من المعرفة والمحبة والولاية خلفاء العالم بعد مضى دهر الدهار وتقلب الفلك الدوار والقرون الماضية ممن قسم له الرسالة والنبوة والملك والشرف وما كان لهم فى السبق السابق واول الاول يكون لكم يا خلفاء الانبياء والصديقين هو الذى جعلكم خلفاءه فى ارضه كآدم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى وزاد شرفكم بشرف نبيكم على الجمهور قال عليه السلام " نحن الآخرون السابقون " وبين تعالى هذه الآية النجباء والاولياء والاصفياء والاتقياء والأخيار والاوتاد والخلفاء يختلف بعضهم بعضاً كما وصف عليه السلام الابدال والاولياء فى حديث مروى بقوله " إذا مات واحد منهم ابدل الله مكانه واحدا " وصرح بخطابه ان درجاتهم متفاوته بقوله { وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } لاقتداء البعض بالبعض وبقية امانته وامانه وحجته وبرهانه فى العالمين درجة بعضهم المعاملات ودرجة بعضهم الحالات ودرجة بعضهم المقامات ودرجة بعضهم المكاشفات ودرجة بعضهم المشاهدات ودرجة بعضهم الفراسات ودرجة بعضهم الكرامات ودرجة بعضهم المواجيد والواردات ودرجة بعضهم الحكميات ودرجة بعضهم الدنيات ودرجة بعضهم المعرفة ودرجة بعضهم التوحيد ودرجة بعضهم التلوين ودرجة بعضهم التمكين ودرجة بعضهم اليقين ودرجة بعضهم الفناء ودرجة بعضهم البقاء ودرجة بعضهم الحيرة ودرجة بعضهم الوله والغيبة ودرجة بعضهم السكر ودرجة بعضهم الصحو ودرجة بعضهم الاتصاف ودرجة بعضهم الاتحاد ودرجة بعضهم الربوبية ودرجة بعضهم المعبودية وعلم العام وعلم الخاص وعلم العلم ومعرفة العلم والسر ومعرفة السر والخير ومعرفة الخير والعلم المجهول وما فوق ذلك إلا رسوم مندرسة وطرق منطمسة لان هناك ظهور ركنه القدم ولا يبقى مع القدم الا القدم ابتلاهم بهذه المقامات لفناء علة الحدث فى القدم ومن خرج بنعوت الربوبية منها ويدعى بها يضرب ويصلب ويقتل ويحرق كما فعل بحسين بن منصور قدس الله روحه ومن خرج منها بنعت العبودية وبقى بنعت الاستقامة كالنبى صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال " انا العبد لا اله الا الله عصم من فورة السكر وغفر له خطراتها فى اثناء الطريق " وهو قوله تعالى { إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } قال بعضهم مخلف الولى ولى والصديق صديق ويرفع درجات البعض على البعض ودرجات البعض بالبعض لئلا تخلو الارض من حجة الله وامانه قال بعضهم رفع بعضهم فوق بعض درجات ليقتدى الادنى بالاعلى ويتبع المريد درجة المراد ليصل اليه والله اعلم.