الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ }

قوله تعالى { ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ } اى اعطى موسى ما خص به فى المناجاة حيث اسمعه كلامه القديم الذى بين له طريق معارف القدم وكواشف الذات والصفات حين تجلى له ثم اعطى التوراة للعموم شريعة وبيانا لمناهج العبودية لانهم عن مشاهدة الجلال وسمع الخاص عند كلام الخاص بمعزل قوله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً } وصف المفترين والمائلين عن الطريقة التي حقها على المريدين بذل النفوس وامانتها بالمجاهدات والرياضات بأنهم لما فارقوا سبيل الحق وقعوا فى اودية الباطل فصاروا فرق الدعاوى الهالكة فبعضهم زراقون وبعضهم طرادون وبعضهم متشبهون بزى الرجال وبعضهم متلبسون بقول الابطال قال فارس لم يستقيموا لله على وتيرة واحدة.