الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ فَلِلَّهِ ٱلْحُجَّةُ ٱلْبَالِغَةُ فَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }

{ قُلْ فَلِلَّهِ ٱلْحُجَّةُ ٱلْبَالِغَةُ } بين سبحانه ان ألسنة الاسرار وان كانت فصيحة ناطقة بحجج الحكمة المستفادة المتلقفة من فلق الهام الغيب عند مسامرتها مع الحق فى الشهود فخرس عند بوادى حجج العدم ومناقشته عند لطائف العتاب اى له حجة كاملة قاطعة ألسنة الخواطر عند وضوح بيان اشاراته فى الاسرار وهذا المعنى لا يعرفه إلا صاحب مسامرة ومحاصرة الذى خرج من نعوت الانسانية عند شهود الغيب قال النصرابادى الخلق كلهم منعهم شدة الحاجة عن معاني رؤية الحجة ولو أسقط عنهم الحاجات لكشف لهم براهين الحجة قال الحسين لكل حجة حكم وامر ونهى بيان وسر وعلم ومعرفة ومشيئة فاعرفوا الله فى كل مقام يتعرف اليكم فى كل ساعة وقال الجنيد آثار مشيئة الهداية تنبيه عند اهل الهدى قوله تعالى { فَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } اضاف علم البيان وهداية العرفان الى مشيئته الازلية يختص بعلم الالهام والحجة والبرهان من يشاء من اهل الايقان ومن لم يكن له استعداد رؤيته ومحبته ووصلته لم يكن له حجج فى اجوبته اهل الحقائق عند مجازاة الدقائق ونشر علوم الغيبة تظهر لأجنانه حجته ويبهم حجته ويبهم على قلوب المتكلفين إلهامه وبيانه.