الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

قوله تعالى { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } الاشارة فى هذه الآية إلى قلوب المقبضين بصولة العظمة وقلوب المنبسطين ببسط نوار جمال المشاهدة سكنت قلوب أهل القبض في الليالى بنعت الاذابه في سرادق كبريائه والسكون في مقام التواضع عند بروز سطوات عزة ذاته حيث تخلصت عن ازدحام أهل الغفلة وسكنت قلوب أهل البسط برؤية أنوار جماله في مناظر اياته في النهار ولطائف صنع صفاته حيث تخلصت من رؤية اعلام عظمته وكبريائه أي له هذه القلوب العاشقة والافئدة المتحيرة لا لغيره من الحدثان خصها لنفسه والنظر إلى مشاهدته ومعنى قوله تعالى { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } يسمع انينها فى شوقه ويعلم ضمائرها المخزونة نداء جماله قال محمد بن علي الكناني اختص الحق بقلوب العارفين لسكونها اليه فقال { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } كيف لا يسكن الى الحق ولدغات الحقيقة بقصده وهو موضع النظر.