الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

قوله تعالى { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ } اخبر تعالى عن سابق كلماته الصفاتية الازلية يكلم بها بنفسه مع نفسه فى نفسه لاختصاص اهل ولايته واصطفائيته خالصة محبته واجتبائه صفوة اهل معرفته وتوحيده بغير علة اكتسابهم خيراً وشراً ولا نقصاً لإبرام قضيته ولا ناقضاً لميثاق مشيئته سبق منه العناية لهم بوصف استجلاب ارواحهم الى معادن قدسه واجتذاب قلوبهم الى مجالس انسه تمت كلمته بحسن قبولهم حيث ما اشترط علة العبودية وتمام كلماته صدق مواعيده بلطف عنايته بلا مكافاة منهم لها وهو تعالى بذلك عادل حيث اصطفاهم بوضع خزائن معرفته فى قلوبهم وهم لها اهل ولهم من عنايته استعداد لقبول اماناته بشرط الرعاية واصفاء اسماع قلوبهم بحياطتها حتى لا يشوبها اذكار الحدثان وخطرات الطغيان { لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ } لا يدخل فى ديوان سبق رحمته لاهل عنايته طوارق قهره من علة ما طرأ عليه من وارد امتحانه كما قال تعالى " سبقت رحمتى غضبى " قيل فى تفسير قوله { صِدْقاً وَعَدْلاً } صدقا للاولياء تفضلا عليهم وعلى الاعداء اخذهم بميزان العدل قال مقاتل صدقا فيما وعد وعدلا فيما حكم.