الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلاَ تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

قوله تعالى { كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ } ان الله سبحانه ابتلى العموم بالدنيا واعمالها فى نفع الجاه والمال وابتلى الخصوص برؤية المعاملات الاخروية ورؤية اعواضها فمن كان غير اهله ابقاهم فيها وحجبهم بها عن لذة قربه ووصاله ومن كان اهلا له من العارفين والمتحققين رفعها عن عينه حتى لا يرى لها وزناً ولا يزنها مقداراً عند رؤية امتنانه بما سبق لهم من اصطفائيته وخاصيته بالولاية والمعرفة زين للبطالين شرور اعمالهم النفسانية حتى يروها مستحسنة قال تعالىيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } وزين للمجاهدين اعمالهم فى العبادة حتى يزيد رغبتهم فيها قال الواسطى زينت الاعمال عند اربابها فاسقطوا بها عن درجة المتحققين الا من عصم بنور المشاهدة فشاهد المنة فى التوفيق بل شاهد المنان.