الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ خَٰلِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَٱعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }

قوله تعالى { ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَٱعْبُدُوهُ } لما وصف تعالى نفسه بالقدرة الكاملة فى خلق الكون وعرفهم نفسه باظهار الايات ونفى عن نفسه علة الحدثان وعرفهم بتنزيه صفاته وأفرد ذاته وصفاته من بين الاضداد والانداد ووصف جلاله بالوحدانية الازلية وعرفهم قدس ذاته وصفاته بخطابه معهم بوصف معهم بوسصف تلك النعوت الزمهم بعد ذلك العبودية صرفاً بقوله { فَٱعْبُدُوهُ } اى اعبدوا من هذا وصفه ولا تتكلموا الى غيره فانه الكون وما فيه خاضع لعظمته بعد ان كان فى قبض عزته لا يضر ولا ينفع إلا بمشيئته الازلية وارادته القديمة وهذا معنى قوله تعالى { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } اى أنا ملجأ الكل ومفزع ذوى الحاجات ومناص صواحب العاهات قال الاستاذ فى الآية تعرف عليهم بآياته ثم تعرف اليهم بصفاته ثم كاشفهم بحقائق ذاته بقوله { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } تعريف السادة والاكابر وقوله { خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } تعريف العوام والأصاغر ثم وصف نفسه عقيب الآية بالتنزيه عن احاطة ابصار الحدثان به وعجزهم فى حواشى ساحات كبريائه عن درك مكنون اسرار قدمه واحاطة علمه وقدرته بجميع ذرات الوجود.