الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَوْمَ تَرَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

قوله تعالى { يَوْمَ تَرَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم } ان الله سبحانه البس العارفين نور عظمته وكبريائه واسبل على وجوههم سنا هيبته وضياء بهائه وجعلهم مشكاة انوار تجليه يتناثر منهم انوار هيبة الحق يميناً وشمالا وخلفا وقداما وفوقا وتحتا وهم يمشون الى الله بنور الله فعند ذلك النور تخضع له الاكوان ومن فيها من الموافق والمخالف فالموافق يستبشر برؤيته فيعظمه والمخالف يفزع منه فيها به وهذه الانوار معهم فى الدنيا والأخرة قال سهل نور المؤمن يسير بين يديه هيبة له فى قلوب الموافق والمخالف فالموافق يعظمه ويعظم شانه والمخالف يهابه ويخافه وهو من نوره الذى جعل الله لاوليائه لا يظهر ذلك النور لاحد الا انقاد له وخضع وذلك من نور الايمان وقال الاستاذ كما ان لهم فى العرضة هذا النور فاليوم لهم فى قلوبهم وبواطنهم نور يمشون فى نورهم يهتدون به فى جميع احوالهم.