الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ تَبَارَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ }

قوله تعالى { تَبَارَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ } ما تقول فى من اسمه تقدس عن ادراك الاوهام واشارة العقول إذ اسمه نعت والنعوت صفات والصفات قائمة بالذات فمن عجز عن ادراك حقيقة اسم الموصوف القديم كيف يصل الى العلم بوجود المسمى وهو اجل من ان يحيط بقدس جلاله الافكار او تحوى ذرة من نعوته الاذكار جلاله حير عقول العارفين فى ميادين عزته واغرق ارواح الموحدين فى بحار عظمته وافنى اسرار الواصلين فى شامخات كبريائه اسمع معانى قدسه كيف فعلت بشاهد الحق فى مشاهدته عليه الصلاة والسلام حيره فى أودية الجلال وأغرقته فى قلزم الجمال وكشفت له عين العين وسلسلة من الاين فبان له ما بان من عيون الالوهية وبهاء القديم والبقاء ما اسكنه عن وصف قدسه حيث قال افصح العالمين صلوات الله وسلامه عليه من حقيقة الحيرة وساحات العزة بقوله " لا احصى ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك " ذكر سبحانه بذكر الجلال لطيب قلوب الوالهين بان يكشفه لعيونهم وابصارهم وارواحهم واسرارهم وقلوبهم وعقولهم ليريحهم من تراكم الاحزان وظلمة هذه الا سبحان ويبلغهم الى مجالس الاحسان وكشف العيان قال بعضهم تبارك اسم ربك اى جل ربك وعظم قدره عما يقول فيه الموحدون والمبطلون جميعا لان كل شئ يثنى عليه بقدره وكل ذاكر يذكر على مقدار طاقته وطبعه وعلمه وفهمه والحق تعالى ذكره خارج عن اوهام الآدميين لان الثناء والمعارف دون الغايات فسبحانه تعالى ما اثنى عليه حق ثنائه غيره ولا وصفه بما يليق به سواه عجز الانبياء باجمعهم عن ذلك حتى قال اجلهم قدراً وأرفعهم محلا صلى الله عليه وسلم وعليهم اجمعين " لا احصى ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك ".