الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ } * { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }

قوله { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ } وصف الله سبحانه منازل المتقين الذين اقبلوا على الله بنعت المعرفة والمحبة وخرجوا مما دونه من البرية وتلك المنازل عالم بالمشاهدة ومقامات العندية جناها رفارف الانس وانهارها انوار القدس اجلسهم الله فى بساط الزلفة والمداناة التى لا يتغير صاحبها بعلة القهر ولا يزول عنها السر والحجاب لذلك سماه مقعد صدق واى محل كرامة دائمة وقربة قائمة ومواصلة سرمدية قال جعفر صلح المكان بالصدق فلا تقعد فيه الا اهل الصدق وهو المقعد الذى يصدق الله فيه مواعيد اوليائه بان يبيح لهم النظر الى وجهه الكريم قال الواسطى اهل الصفوة والمتحققون فى انوار المعارف الذين لا يحجبهم الجنة لا النعيم ولاثنى عنه اولئك فى مقعد صدق عند مليك مقتدر يا اخى هؤلاء غرباء الله فى الدنيا والأخرة ادخلهم الله فى اغرب منازل وهو مقام مجالسة الحق معهم حيث لا يطلع عليهم الا اهل الصدق فى عشقه واهل الشوق فى طلبه واهل المعرفة به والله بذلك مقتدر قادر لذلك قال عند مليك مقتدر وأظهر أنهم فقراء المعرفة الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال " الفقراء جلساء الله " سئل ابو يزيد عن الغريب قال الغريب من اذا طالبه الحق فى الدنيا لم يجدوه ولو طالبه مالك فى النار لم يجده ولو طلبه رضوان فى الجنة لم يجده فقيل فاين يكون يا ابا يزيد فقال ان المتقين فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر.