الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ }

قوله تعالى { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ } يا عاقل احذر مما يغوى اهل العزة بالله من اشكال المخاييل التى تبدو فى غواشى دمعتهم وهم يحسبون انها مكاشفات الغيوب ونوادرات القلوب ويدعون انها عالم الملكوت وانوار الجبروت وما يتبعون إلا هوسات انفسهم ومخاييل شياطينهم التى تصور عندهم اشكالا وتمثالا ويزينونها لهم انها الحق والحق منزه عن الاشكال والتمثال اياك يا صاحبى وصحبة السالوسين الجاهلين بالحق الذين يدعون فى زماننا بمشاهدة الله مشاهدة حق للأولياء وليس بمكشوفه للاعداء قال الجنيد رايت سبعين عارفا قد هلكوا بالتوهم اى توهموا انهم عرفوه وهو قوله ان يتبعون الا الظن وقال الشبلى من تحقق فى حقيقة الحق فهو نفس الحقيقة لان الله يقول ان يتبعون الا الظن افهم يا صاحبى ان اشارة حقيقة هذه الأية تؤول الى الكل اذ الكل معزولون عن ادراك حقيقة الحق وما ادركوا فهو اقدارهم وجل قدر الحق عن اقدارهم وادراكهم قال الله سبحانه وما قدروا الله حق قدره ولذلك اجترأ الواسطى فى حق سلطان العارفين ابى يزيد البسطامى قدس الله روحه بقوله كلهم ماتوا على التوهم حتى ابو يزيد مات على التوهم.