الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ تَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي ٱلْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ }

قوله تعالى { تَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي ٱلْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ } بين الله سبحانه ميلان الجنس إلى الجنس فى الكفر والايمان من تجانس الفطرة الأولية واظهر بعضه لموالاة الأعداء بعضهم بعضاً ومحبته لموالاة الاولياء بعضهم بعضاً وبين أن موالاة الكفار يوجب سخط الله عليهم ابداً وبقاءهم فى عذابه أبداً ولا تظن فى رضاه وسخطه انهما صفتان متغايرتان من جهة تأثير أفعال الحدث فى القدم فان صفات القدم منزهة عن ان تكون محلا لنزول الحدثان فيها فإن رضاه سبق عنايته للمقبولين وان غضبه إرادة وضوح وسم البعد على المطرودين قال الواسطى ما اظهر من الوسم المكروه على خلقه جعل ذلك مضافاً الى غضبه وسخطه من غير أن يؤثر عليه شئ ألا ترى الى قول الحكيم كيف يؤثر عليهم ما هو أجراه أم كيف يغضبه ما هو ابداه.