الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَىٰ ٱللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ ٱلآيَاتِ ثُمَّ ٱنْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ }

قوله تعالى { لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ } لما ظهر آيات الله فى عيسى وأمه برزت من الآيات أنوار الصفات وأسرار العشاق فى مقام الالتباس وخضعوا عند رؤية الربوبية فى رؤية الصفات فى الآيات فغلط المقلدون لوليهم شرائط العشق وبراهين عين الجمع فكفروا بتفريقهم الألوهية فى محل تفرقة الحدثان وذلك نبه تعالى عنهم بقوله { لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ } اى عموا عن رؤية حقائق رؤية وحدانية الله منزهة عن الاجتماع والافتراق والامتزاج بالناسوت والحلول فى الحدثان عند ظهوره لأبصار العشاق وإن من لطائف الآيات وبراهين المعجزات تصديق ذلك قوله تعالى فى نفى الأضداد والأشباه والأنداد والجبال عن ساحة جلاله { وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } ثم وصف بعد وصف تنزيه وتكريم بأنهما موضع آياته وبرهان صفاته وصفهم بالعجز فى الانسانية والضعف فى البشرية عن حمل رسالته تعالى بقوله { مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ } اى هو من عالم الحلال أرسلته الى عشاقى وعرفانى واول من صدقه أمه ذائقة فى مباشرة الآيات ورؤية الصفات ثم أحوجهما الى علل الإبشار بوصفهما بأنهما كانا يأكلان الطعام هذا كناية وعبارة عن الحدث بذلك ابراء عنهما الألوهية وكيف يليق بعزة القدم الحدثان.