الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ مَّآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }

قوله تعالى { وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ مَّآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً } ان خطاب الله سبحانه ذو صفتين صفة القهر وصفة اللطف فمن تجلى القرآن بقلبه بصفة اللطف يزيد نور بصارته بلطائف حكمته وحقائق اسراره ودقائق بيانه ويزيد بذلك نور ايمانه وتوحيده ويعرف بذلك ظاهر الخطاب وباطنه ومن يتجلى لقلبه بصفة القهر يزيد ظلمة طغيانه وقلة عرفانه بحيث لا يدرك فهم الخطاب ويزيد لحظة بعد لحظة ظلمة قلبه لأن القرآن صفة الله وصفته لأنها آية له إما برؤية اللطف أو القهر قال تعالى { يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً } قال الواسطى: هم الذين تولى الله إضلالهم وصرف عنهم درك حقائق الحكمة.