قوله تعالى { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ } اشار سبحانه الى أنهم لو قاموا فى عملهم بخطاب الله ولم يترسموا برسم أهل الحظوظ لكوشفت لهم انوار الملكوت فى قيامهم بذات قلوبهم وقوة ابدانهم وكوشفت لهم أنوار الجبروت فى سجودهم لقوت ارواحهم وقوت عقولهم ذلك أنّ فيهم امة مستعدة لقبول هذه الاحوال ومع ذلك أخرج الله سبحانه قوماً من مقام التوكل حيث عَلّمهم العمل بالكتاب كما شرط على اهل التقوى بقوله{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ } أي لو كانوا على محل التحقيق فى المعرفة لأكلوا رزق الله بالله من خوان غيبه كأصحاب المن والسلوى والمائدة من السماء ويفتح لهم كنوز الارض وهم على ذلك بإسقاط رؤية الوسائط.