الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيّبَـٰتُ وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلْمُؤْمِنَـٰتِ وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا ءاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَٰفِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِيۤ أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِٱلإِيمَٰنِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ }

قوله تعالى { وَمَن يَّكْفُرْ بِٱلإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ } الايمان هٰهنا المعرفة اى من وقع فى بحر النكرة بعد المعرفة ولم يخرج منها الى ساحل التوحيد الذى هو مفتاح كنوز الذات والصفات وهو محجوب عن الله بالله ولم ينعقد له عقود المحبة والمعرفة وما وجد من الطريق ذهب عنه بقوله { فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ } وأدق من هذا ان من عرف الله ووصل اليه بمعرفته وسكر بأنوار توحيده وادعى فى شكره الانانية التى هى صفة المعدوم فهو محجوب بالوجد من الموجود لانه كفر الربوبية بالأنانية التى صدرت اليه من رؤية الربوبية هذا معنى قوله { وَمَن يَّكْفُرْ بِٱلإِيمَانِ } وكل عمل من اعمال المعرفة له باطل لخروجه من العبودية الى الربوبية فاذا رجع الى العبودية وعرف إفراد القدم عن الحدوث يستأنف العمل لأن ما مضى منه قد حبط بدعواه وأيضاً من ظن ان اعماله فى الإيمان الذى هو موهبة الله الخاصة بلا علة اداء حقوقه فقد كفر بالايمان وحبط عمله لان الايمان كشوف ذاته وصفاته واعمال العبد معلولة محدثة وكيف يوازى صفة القدم بعلة الحدث قيل من لم يشكر الله على ما وهب له من المعرفة واليقين فقد كفر بمعالى درجة الايمان وفيه احباط ما سواه من الاجتهادات والرياضات وقيل من لم يَرَ سوابق المتن فى خصائص الايمان فقد عمى عن محل الشكر.