الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَيْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ }

قوله تعالى { إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ } من لم يسبق له فى الازل عناية الله صار إحسانه اساءة وطاعته تؤول إلى المعصية كما قيل من لم يكن للوصال أهلاً فكل إحسانه ذنوب قرب هابيل بقربان نفسه لله وقرب قابيل لحظ نفسه بغياً وحسداً على أمر كان مشرفاً بتاييد الله فلا جرم حاله كان يؤول إلى الظلم الأكبر بقوله لاقتلنك قال ممشاد الدينورى كان معصية آدم من الحرص معصية ابليس من الكبر ومعصية ابن آدم من الحسد والحرص يوجب الحرمان والكبر يوجب الاهانة والحسد يوجب الخذلان قوله تعالى { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } عرفه مكان سبق العناية وسبق الخذلان أي انما يتقبل الله القربان ممن اتقاه فى الازل مما سواه اى انما يتقبل من الذين يخافون عظمته بعد اخلاصهم فى طاعته هل يقبل ام لا والمتقى والمتجرد فى التحوحيد بالموحد من غير الموحد قال سهل التقوى والإخلاص محلا القبول لأعمال الجوارح وقال ابن عطاء المخلصين فيما يقولون ويعملون قال السلامى القرابين مختلفة واقرب القرابين ما وعد الله تعالى بقبوله ووعده الصدق وهو الذكر فى السجود لانه محل القربة قال اللهوَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب } عن على بن موسى الرضا عن ابيه عن جعفر عليهم السلام قال التقوى فى الاحوال والاحوال فى الافعال كالروح فى الابدان والافعال اذا فارقها الاحوال فهى جيفة ميتة والتقوى على اربعة اوجه من الرياء والعجب ورؤية النفس وان يخطر بعده غير الله عز وجل.