الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ رَبِّ إِنِّي لاۤ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ }

قوله تعالى { قَالَ رَبِّ إِنِّي لاۤ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي } من بلغ عين التمكين ملك نفسه وملك نفوس المريدين لانه عرفها بمعرفة الله ومعها من الله سلطان سائس قاهر من نظر اليه يفزع من الله لا يطيق عصيانه ظاهراً وباطنا فأخبر عليه السلام عن محل تمكينه وقدرته على نفسه ونفس أخيه وأعلمنا ان بينهما اتحاداً بحيث انه إذا حكم على نفسه صار نفس أخيه مطمئنة طائعة لله بالانفعال قال عليه السلام " المؤمنون كنفس واحدة " ويمكن انه عليه السلام كان مخبراً عن مقام القدرة التى اتصف بها من الله سبحانه وفيه بيان لطف استعداد هارون عليه السلام بقبول تلك القدرة الالهية قال سهل فى قوله { لاۤ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي } اى فى مخالفة هواها قيل فى بذلها لله واستعمالها فى طاعته قال الاستاذ لمّا ادعى انه يملك نفسه عرف عجزه عن ملكه لنفسه حيث اخذ برأس اخيه يجره اليه تقدس شأن موسى عليه السلام من كل خاطر اشارته الى انه لا يعرفه مكان عجزه من النفع والضر فى ذرة لانه عرف ان سلطان قهر الله غالب على كل شئ وان الحدث له قدرة فى الربوبية عند ساحة الكبرياء.