الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ ٱللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ ٱلصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ ٱلزَّكَاةَ وَآمَنتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ }

قوله تعالى { وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً } ان الله سبحانه لما اراد أمراً عظيما من امور الربوبية بين عباده وبلاده وضعه على اولياء ليقوموا به على وفق مراده معذرة لضعف الخلق ونيابة من تقصيرهم فاذا خرجوا من ذلك بنعت الرضا فى العبودية سهل الله ذلك بعده على العامة لأن العامة خلقوا بنعوت الضعف وخلق أولياؤه بنعوت القوة وفى كل أمة خلق الله اقواماً من أئمة المعارف والكواشف لواقع نظره وتحمل بلائه وهم النقباء والبدلاء والنجباء والاولياء والأصفياء والأتقياء أو المقربون والعارفون والموحدون والصديقون والشهداء والصالحون والأخيار الأبرار رئيسهم الغوث وأئمتهم المختارون وعرفاؤهم السياحون السبعة ونقباؤهم العشرة ونجباؤهم الاربعون وخلفاؤهم السبعون وأمناؤهم الثلاثمئة كل واحد منهم خلق على صورة نبى وسيرة رسول وقلب ملك لا يعرفهم الا مثلهم وهم لا يعرفون الا الله حقيقة قال تعالى " اوليائى تحت قبائي لا يعرفهم سوائى " روي عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ان لله تعالى فى الارض ثلاثمئة قلوبهم على قلب آدم وله اربعون قلوبهم على قلب موسى وله سبعة قلوبهم على قلب ابراهيم وله خمسة قلوبهم على قلب جبرئيل وله ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل وله واحد قلبه على قلب اسرائيل فاذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاث وإذا مات من الثلاث أبدل الله مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة ابدل الله مكانه من السبعة واذا مات من السبعة ابدل الله مكانه من الاربعين واذا مات من الاربعين ابدل الله مكانه من الثلاثمئة واذا مات من الثلاثمئة ابدل الله مكانه من العامة بهم يحيي ويميت " قال لانهم يسألون إكثار الامة فيكثرون ويدعون على الجبابرة فيقصمون ويستسقون فيسقون ويسألون فينبت لهم الارض ويسألون فيدفع عنهم انواع البلاء قال أبو بكر الوراق لم يزل فى الامم أخيار وبدلاء وأوتاد على المراتب كما قال تعالى { وَبَعَثْنَا مِنهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً } وهم الذين كانوا مرجوعين إليهم عند الضرورات والفاقات والمصائب كما روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال " يكون فى هذه الأمة اربعون على خلق ابراهيم وسبعة على خلق موسى وثلاثة على خلق عيسى وواحد على خلق محمد صلى الله عليه وعليهم وسلم فهم على مراتبهم سادات الخلق " قال ابو عثمان المغربى البدلاء اربعون والأمناء سبعة والخلفاء من الأئمة ثلاثة والواحد هو القطب والقطب عارف بهم جميعا ومشرف عليهم ولا يعرفه احد ولا يشرف عليه وهو امام الاولياء والثلاثة هم الخلفاء من الأئمة يعرفون السبعة ويعرفون الاربعين ولا يعرفهم أولئك السبعة والسبعة الذين هم الأمناء يعرفون الاربعين الذين هم البدلاء ولا يعرفهم البدلاء والاربعون يعرفون سائر الاولياء من الأئمة ولا يعرفهم من الاولياء أحد فإذا نقص من الاربعين واحد أبدل الله مكانه واحداً من اولياء الامة واذا نقص من السبعة واحد جعل مكانه واحداً من الأربعين واذا نقص من الثلاثة واحد جعل مكانه واحداً من السبعة فإذا مضى القطب الذى هو واحد فى العدودية قوام اعداد الخلق جعل بدله واحداً من الثلاثة هكذا الى ان يأذن الله لقيام الساعة.