الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى ٱلْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوۤاْ آمَنَّا وَٱشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ }

قوله تعالى { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى ٱلْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي } وحى الله الى المرسلين يكون خاصا ويكون عاما الخاص بغير واسطة والعام بواسطة جبرئيل عليه السلام وللوحى الخاص مراتب وحى بالفعل ووحى بالصفة ووحى بالذات وحى الذات يكون فى مقام التوحيد عند رؤية العظمة والكبرياء وهناك محل الفناء ووحى الصفات يكون فى مقام المعرفة عند تجلى الجلال وهناك محل الفقاء ووحى الفعل يكون فى مقام العشق والمحبة وهناك منازل الانس والانبساط وهٰهنا للانبياء والاولياء نصيب وليس لهم فى الوحى برسالة الملك نصيب وحى منزل التوحيد بالكلام ووحى منزل المعرفة الحديث ووحى منزل العشق الالهام ومقام الالهام منقسم على الالهام الذاتى والصفاتى والفعلى وربما يكون الالهام الفعلى بواسطة الملك والروح والقلب والعقل والسر وحركة الفطرة وربما يرد على السمع قرع هواتف الغيب ظاهراً وربما يكون بلسان الخلق حركات الأكوان ولا يعرف هذه المقامات إلا ذو منصب فى معرفة الخواطر وحقائق علومها وهٰهنا وحى الصفاتى الذى يتولد منه الايمان والمعرفة الا ترى الى قوله سبحانه { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى ٱلْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي } اى اعرفونى وصدقونى بما كشفت لكم من أنوار الغيب فى قلوبكم { وَبِرَسُولِي } فيما ارسلت اليه من أنباء الغيب وبيان شرائط الشرع فى ناسوت العبودية قوله آمنوا بى مقام الجمع { وَبِرَسُولِي } مقام التفرقة.