الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

قوله تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ } ليس ظاهر الآية يوجب اسقاط امر المعروف والنهى عن المنكر لكن فيه لطيفة اى عليكم أن تعرفوا اسرار نفوسكم الامارة التي لو تدعونها لتدعى الربوبية كما كان يدعى فرعون بقولهأَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } واذا عرفتم مكائدها عرفتم سر قهر الأزل فإن قهرى يعلمها مخائيل الضلال لذلك قال عليه السلام " من عرف نفسه فقد عرف ربه ومن عرفنى فقد استقام فى طاعتى وصار موضع نظرى لا يعوجه كيد كافر ولا مكر ماكر لانه محفوظ بى بل من ينظر اليه صار ضره نفعاً وفساده صلاحاً ببركته " قال سهل بن عبد الله للنفس سر ما ظهر ذلك السر على احد من خلقه الا على فرعون فقالأَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } ولها سبع حجب سماوية وسبع حجب ارضية وكلما يدفن العبد نفسه أرضاً ارضا سما قلبه سماء سماء وإذا دفنت النفس تحت الثرى وصل القلب الى العرش قال محمد بن على علياً لنفسك ان كفيت للناس شرها فقد اذيت اكثر حقها ودخل خادم الحسين بن منصور رحمة الله عليه الليلة التى وعد من الغد لقتله فقال له أوصنى فقال عليك نفسك ان لم تشغلها شغلتك وسئل ابو عثمان عن هذه الآية فقال عليك نفسك ان اشتغلت بإصلاح فسادها وستر عوراتها شغلك ذلك من النظر الى الخلق والاشتغال بهم.