الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ وَٱلْعِصْيَانَ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلرَّاشِدُونَ } * { فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

قوله تعالى { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ وَٱلْعِصْيَانَ } جعل قلوبكم مستعدين لقبول معرفته ثم قذف فيها انوار قربه وزينها بنقوش محبته زين عروس التوحيد بزينة المشاهدة فى اعين ازواجهم وجذبها به الى بساتين الغيب حتى رأوا لطائف بره وعجايب ملكه وملكوته ثم منّ عليهم بان بغضهم العصيان والقسوة بتكريهه اليهم كما ان حببهم اعمال الايمان بتحبيبه اليهم بغير علة ولا سبب بل فضلا ومنّة حيث ارشدهم الى نفسه وحبب اليهم قربه ووصاله بقوله { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلرَّاشِدُونَ } قال سهل حبب اليكم العمل باوامر الايمان وزين فى قلوبكم تلك الاوامر ثم زاد فى تاكيد ما ذكرنا ان ذلك الرشد وحب الايمان فضل منه وكرم بقوله { فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً } فضله اصطفائيتهم فى الازل ونعمته قربه ومعرفته قال سهل تفضل الله عليهم فيما ابتداهم به وهداهم اليه من انواع القرب والزلفة قال الواسطى المؤمن يكره العصيان ولكن يغيب عن شاهده ليغلب عليه شواهد شهوته فيأتيها وذلك انقاذ قضيته وتنبيه على ضعفه.