الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَّقَدْ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءْيَا بِٱلْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً }

قوله تعالى { لَتَدْخُلُنَّ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ آمِنِينَ } اشارة الأية مع المشتاقين الى مشاهدة الحق بانهم يدخلون حرم الربوبية امنين عن جريان العبودية عليهم أمنين من فعل الحجاب بعد كشف النقاب والاستتار وقع على المشية الازلية السابقة بحسن العناية لهم وفى نفس الأية انه لو يريد ان يلبسهم وصفهم الصمدية حتى لا يفنوا فى الوحدانية لقدر وهو هكذا يفعل لكن رمز الاستتار يورث هيبة الحق اذ صار عروس القدر غير منكشف لاهل الحدث ادب الجمهور برؤية الله مع رؤية القدر السابق حتى لا يسقط عنهم شروط الهيبة والمراقبة سئل سهل عبد الله ما هذا الاستتار من الله قال تاكيداً فى الافتقار اليه وتأديباً لعباده فى كل حال ووقت وتنبيها ان الحق اذا استثنى مع كمال علمه ان لايجوز له من غير استثناء مع قصور علمه.