الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }

قوله تعالى { وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ } انظر كيف شفقة الله على المؤمنين الذين يراقبون الله فى السراء والضراء ويرضون ببلائه كيف حرسهم عن الخطرات وكيف اخفاهم بستره عن صدمات قهره وكيف جعلهم فى كنفه حتى لا يطلع عليهم احد وكيف يدفع ببركتهم البلاء عن غيرهم وفى الأية رمز اعلام رعاية الكبرياء للمريدين قال سهل المؤمن على الحقيقة من لا يغفل عن نفسه وقلبه يفتش أحواله ويراقب اوقاته فيرى زيادته من نقصانه فيشكر عند رؤية الزيادة ويتضرع ويدعو عند النقصان هؤلاء الذين يدفع الله بهم البلاء عن اهل الارض والمؤمن من لا يكون متهاوناً بأدنى التقصير فان النهاران بالقليل يستجلب الكثير قوله تعالى { فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ٱلتَّقْوَىٰ } سكينة الرسول كشف القدس وسكينتهم نزول قلوبهم منازل الانس وكلمة التقوى كلمة الله التى سبقت فى الازل انهم اهل السعادة لا اهل الشقاوة وتلك الكلمة بقيت بنعوتها وانوارها فى قلوبهم { وَكَانُوۤاْ أَحَقَّ بِهَا } لانهم سابقون بها فى الازل من غيرهم الذين حجبهم الله من رؤية نورها وكانوا اهل الكلمة من حيث الاصطفائية اذ نزلت عندليب التوحيد من سماء التفريد على اغصان ورد قلوبهم فترنمت بالسنتهم الصادقة من بطنان افئدتهم بكلمة التقديس والتوحيد قال ابو عثمان كلمة التقوى كلمة اليقين وهو شهادة ان لا اله الا الله الزمها الله السعداء من اوليائه المؤمنين وكانوا احق بها فى علم الله اذ خلقهم لها وخلق الجنة لاهلها قال الواسطى كلمة التقوى صيانة النفس من المطالع ظاهرا وباطنا قال الجنيد فى قوله وكانوا احق بها واهلها من ادركته عناية السبق فى الازل جرى عليه عيون المواصلة وهو احق بها لما سبق اليه من كرامته الاول.