الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }

قوله تعالى { أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ } من نظر الى ما وصل اليه مما ابتلى به المريدون فقد اتخذ هواه إلها اذ بنفسه محجوب ومن باب المشاهدة مطرود وذلك باضلال الحق اياه بما سبق فى علمه بانه يكون محجوبا به قال الله تعالى { وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } قال سهل من اتبع مراده لم يسلك مسالك الاقتداء واثر شهوات الدنيا على نعيم الأخرة ثم طمع ان له فى الأخرة ما للمؤمنين من الدرجات الرفيعة والمنازل السنية وقال فى قوله واضله الله على علم ضل عليه علم نجاته ثم ان الله سبحانه اكدا امر إضلاله بقوله { وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً } ختم على سمعه وقلبه ختم الضلال والغيرة والقهر القديم وغطى بصره بعمى الكفر قال سهل ختم على سمعه فحوى عليه سماع خطابه وحرم على قلبه فم خطابه وعلى عينه مشاهدة أثار القدرة فى صنعه.