الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ }

قوله تعالى { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ } كيف تبكى السّماء والارض على من يدعى الانائية فى ساحة كبرياء الازل والسماوات والارضون فى عظمها تصير هناك اقل من خردلة عن هيبة عزة جبروته وملكوته فغارت عليهم السماوات والارض اذا ادعوا ما ليس لهم فى نهر الربوبية وهى تبكى على العارفين الذين لا يجترئوا ان يصفوا معروفهم بجميع الالسنة حياء منه اذا فارقوا من الدنيا تبكى السماوات والارض بمفارقتهم عين لا تصعد عليهم انوار انفاسهم لا يجرى عليها بركات أثارهم كما روى فى الحديث " ان السماء والارض تبكى بموت العلماء " قال بعضهم كيف تبكى السّماء على من لم يصعد اليه منه طاعة وكيف تبكى الارض على من اجر الله عليها معناه ما بكت عليهم مصاعد عملهم من السّماء ولا مواضع عبادتهم من الارض.