الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ }

قوله تعالى { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ } امر الله سبحانه حبيبه الاول صلاة الله عليه ان الق رغام الهوان على انوف اهل الخيال من الكفرة المشبهة والزنادقة والثنوية والنصارى واليهود والمشركين باظهار تنزيه عزة اوليته وتقديس جلال قدسه من علل الحدوثية واوصاف المخلوقية حتى يموتوا فى غمار الغفلة من ضربات قدس الالوهية وقهر الجبارية اى ان كنتم تزعمون لله المنزه القديم شيئا لا يليق بجلاله فانا اوّل من يقدسه من طريان علل الحدثان عليه وانا اول من افنى من حياتى فيما اسمع منكم له فيكم وهذا كما قال الله تعالى فى وصف السماوات والارض والجبال كيف تخشعت من اقوال الكفرة فيه بقوله تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا ويل لمن يتقاعد بعقله من الجمادات فى معرفة الله وإشارة اوليّته عليه السّلام فى عبوديته الله اشارة الى بدو وجوده فى اتيانه من القدم بنور القدم وانقيادة في أول تجلى جلاله وهذا كما قال الصادق " اول ما خلق الله نور محمد صلى الله عليه وسلم قبل كل شئ واول من وجد الله عزو جل من خلقه ذرية محمد صلى الله عليه وسلم واوّل ما جرى به القلم لا الله الا الله محمد رسول الله " قال فانا اوّل العابدين احق بتوحيد الله وذكر الله تاكيد تقديسه بقوله { سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } ذكر غلبة قهره على السماوات والأرض والعرش والكرسي حتى عرفوا أن ما يرون من أعظم الخلق يكون عاجزاً في خضوعه لسلطانه كيف يليق به ما تصف الكفرة نزه نفسه عن ذلك بقوله سبحان رب العرش عما يصفون منزه عما وصف به الموحدون والعارفون فكيف عما وصف به الجاهلون.