قوله تعالى { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ } مشاهدون أياتنا التى هى مشكاة انوار صفاتنا وكانوا مسلمين منقادين بجبروتنا بنعت المحبة { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ } ادخلوا جنان مشاهدتى { أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ } مسرورين بوصالنا قال سهل بلذة النظر لما من عليهم من التوحيد عند تجلى المكاشفة لاوليائه فهم البقاء مع الباقى الا ترى كيف خصهم بالايمان على شرط التسليم ثم زاد فى وصف احوالهم فى جنة مشاهدته بقوله { وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنْفُسُ وَتَلَذُّ ٱلأَعْيُنُ } ما تشتهى الانفس الروحانية القدسية الروحية العاشقية بجمال القدم التى ترى جمال الحق بعين الصورة فاذا ما تشتهى الانفس وتلذ الاعين وهو وصال الحق والنظر الى جماله ابد الابدين قال سهل فيها ما تشتهى الانفس من ثواب الاعمال وتلذ الاعين بما يفضل الله به من التمكين فى وقت اللقاء قال جعفر شتان بين ما تشتهى الانفس وبين ما تلذ الاعين لان جميع ما فى الجنة من النعيم والشهوات واللذات فى جنب ما تلذ الاعين كاصبع تغمس فى البحر لان شهوات الجنة لها حدّ ولا نهاية لانها مخلوقة ولا تلذ الاعين فى الدار الباقية الا بالنظر الى الباقى جل وتعالى ولا حد لذلك ولا صفة ولا نهاية.