الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ }

قوله تعالى { ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } اى كل خلة لا تكون لله يتولد عنها العداوة فى الدنيا والأخرة والمتحابون فى الله لا يقع بينهم العداوة اذ ارتفع من بينهم اسباب الكونين والعالمين وهم مقدسون بتاييد الله ورعايته عن كل خلاف يورث الوحشة قال ابن عطا كل وصلة واخوة منقطعة الا ما كان لله وفى الله فانه كل وقت فى زيادة بان الله يقول الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو اى فى انقطاع وبغضة الا المتقين فانهم فى راحة اخوتهم يرون فضل ذلك وثوابها ثم خاطب الله سبحانه هؤلاء المتقين بقوله { يٰعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ } ليس عليكم خوف الفراق ولا حزن الاصحاب قال ابن عطا لا خوف عليكم اليوم فى الدنيا وخوف مفارقة الايمان { وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } فى الأخرة بوحشة البعد والمفارقة.